منتدى حـــ ــاسي الــ ــرمـ ـــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حـــ ــاسي الــ ــرمـ ـــل

تفضـ ــلـ ــوا يـــــ ــأهـل الــ ـرمــ ــال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقياس الشدة واللين في الدعوة الى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
meriem
مشرفة
مشرفة
meriem


انثى عدد الرسائل : 24
العمر : 32
كيف تعرفت علينا : وليد دائما
ماهي هوايتك في الحياة : لا استطيع القول اسفة
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

مقياس الشدة واللين في الدعوة الى الله Empty
مُساهمةموضوع: مقياس الشدة واللين في الدعوة الى الله   مقياس الشدة واللين في الدعوة الى الله I_icon_minitimeالسبت يوليو 05 2008, 00:59

***************بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه*************

هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه هو مقياس الشدة واللين في الدعوة

...ولهذا يجب أن لا نجعل المقياس في الشدة واللين هو ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا، بل يجب أن نجعل المقياس هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه، والنبي صلى الله عليه وسلم رسم لنا هذا بقوله وبفعله وبحاله صلى الله عليه وسلم رسمه لنا رسمًا بيّنًا، فإذا دار الأمر بين أن أشدّد أو أيسّر، بمعنى أنني كنت في موقف حرج لا أدري الفائدة في الشدة أم الفائدة في التيسير والتسهيل، فأيهما أسلك؟ أسلك طريق التيسير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{إن الدين يسر} ([1]) ، ولما بعث معاذًا وأبا موسى الأشعري إلى اليمن قال: {يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا} ([2]) ، ولما مرّ يهودي بالنبي صلي الله عليه وسلم فقال السّام عليك يا محمد - يريد الموت عليك؛ لأن السام بمعنى الموت - وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فقالت: ( عليك السّام واللعنة ) فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: {إن الله رفيق يحب الرفق، وإن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف} ([3]) ، فإذا أخذنا بهذا الحديث في الجملة الأخيرة منه: ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ) عرفنا أنه إذا دار الأمر بين أن أستعمل الشدة، أو أستعمل السهولة كان الأولى أن أستعمل السهولة ثقة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: {إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف} ([4]) ، ومن أراد أن يفهم هذا الأمر فليجرب؛ لأنك إذا قابلت المدعو بالشدة اشمأز ونفر وقابلك بشدة مثلها، إن كان عامّيًا قال: عندي علماء أعلم منك، وإن كان طالب علم ذهب يجادلك، حتى بالباطل الذي تراه مثل الشمس، وهو يراه مثل الشمس، ولكنه يأبى إلا أن ينتصر لنفسه؛ لأنه لم يجد منك رفقًا ولينًا، ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. والحق لا يخفى إلا على أحد رجلين: إما معرض وإما مستكبر، أما من أقبل على الحق بإذعان وانقياد فإنه بلا شك سيوفق له.
ومن التطرف ما يكون من الآباء والأمهات في زمننا هذا حين صار الشباب - ولله الحمد - من ذكور وإناث عندهم اتجاه إلى العمل بالسنة بقدر المستطاع، صار بعض الآباء والأمهات يضايقون هؤلاء الشباب من بنين وبنات في بيوتهم، وفي أعمالهم حتى إنهم لينهونهم عن المعروف، مع أنه لا ضرر على الآباء في فعله، ولا ضرر على الأبناء أو البنات في فعل هذا المعروف، كمن يقول لأولاده: لا تكثروا النوافل لا تصوموا البيض، أو الاثنين، أو الخميس، أو ما أشبه ذلك، مع أن هذا لا يضر الوالدين شيئًا، ولا يحول دون قضاء حوائجهما، وليس بضار على الابن في عقله، أو بدنه، أو في درسه، ولا على البنت كذلك. وأنا أخشى على هؤلاء القوم أن يكون هذا النهي منهم لأولادهم كراهة للحق والشريعة، وهذا على خطر، فالذي يكره الحق أو الشريعة ربما يؤدي به ذلك إلى الردة؛ لأن الله تعالى يقول: {دلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم} ([5]) ولا تحبط الأعمال إلا بردة عن الإسلام كما قال الله تعالى: ومن يرتد منكم عن دينه،فيمت وهو كافرفؤلائك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولائك اصحاب النار فيها خالدون } ([6]) هذا مثال من الشدة في أولياء الأمور.
أما بالنسبة للأولاد من بنين أو بنات إذا كانوا متمشين في مناهجهم وسيرهم على شريعة الله، فليسوا في شدة.
وهناك في المقابل من يكون شديدًا من الأولاد بنين وبنات على أهله ، بحيث لا يتسع صدرهم لما يكونون عليه من الأمور المباحة، فتجده يريد من أبيه أو أمه أو إخوته أن يكونوا على المستوى الذي هو عليه من الالتزام بشريعة الله، وهذا غير صحيح، فالواجب عليك إذا رأيتهم على منكر أن تنهاهم عنه، أما إذا رأيتهم قد قصروا في أمر يسعهم التقصير فيه كترك بعض المستحبات فإنه لا
ينبغي لك أن تشتد معهم، وكذلك في بعض الأمور الخلافية يجب عليك إذا كانوا مستندين إلى رأي أحد من أهل العلم أن لا تضيق بهم ذرعًا، وأن لا تشتد عليهم.
***من كتاب الاعتدال في الدعوة للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله***
*نقله ابو ابراهيم *


([1]) البخاري الإيمان (39)، النسائي الإيمان وشرائعه (5034).

([2]) البخاري الجهاد والسير (2873)، مسلم الأشربة (1733)، أبو داود الحدود (4354)، أحمد (4/417).

([3]) البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6528)، الترمذي الاستئذان والآداب (2701)، الدارمي الرقاق (2794).

([4]) مسلم البر والصلة والآداب (2593).

([5]) سورة محمد آية: 9.

([6]) سورة البقرة آية: 217.
************نفله ابو ابراهيم ********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقياس الشدة واللين في الدعوة الى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حـــ ــاسي الــ ــرمـ ـــل :: (¯`·._)(المنتديات الاسلامية)(¯`·._) :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: